تبليط الاهرامات في مصر والجدل الواسع حول المشروع؟
تقدمت النائبة آمال عبدالحميد، عضو لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، بطلب إحاطة إلى رئيس المجلس، المستشار حنفي جبالي، موجهًا إلى وزير السياحة والآثار، بخصوص المشروع “تبليط الاهرامات في مصر” الذي أعلنته الوزارة لتبليط الهرم الأصغر بالجرانيت.
وأوضحت “عبدالحميد” أن إعلان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مؤخرًا عن بدء ما وصفه بـ “مشروع القرن”، الذي يهدف إلى إعادة تغليف الهرم الأصغر بالجرانيت بتمويل من البعثة اليابانية في القاهرة، أثار جدلاً في مصر، حيث شكك العديد من الخبراء والمهتمين بالآثار المصرية في فائدته، حيث يمثل تغييرًا لأحد أهم المعالم الفرعونية.
وأشارت إلى أن آثار مصر هي ملك لجميع المصريين عبر العصور، وليست ملكية خاصة بوزارة السياحة والآثار التي تتمثل مهمتها في الحفاظ على الآثار المصرية وإدارتها، وبالتالي يجب أن تتخذ قرارًا دون عرضه على الرأي العام أو حتى المعنيين بالآثار المصرية.
تبليط الاهرامات في مصر
وأضافت: “كان يجب على وزارة السياحة والآثار أن تعقد مؤتمرًا علميًا للحديث عن مشروعها يشارك فيه علماء مصريون وأجانب مع خبراء من اليونسكو، لوضع هذا المشروع على طاولة البحث العلمي الجاد، وأن يتاح للرأي العام متابعة مداولات المؤتمر، حيث أن المواطنين هم المالكين الحقيقيين لهذه الآثار، ويجب ألا يتم تجاهلهم في عملية اتخاذ القرار”.
وأكدت “عبدالحميد” أن مثل هذه المشروعات تتطلب الحذر والدراسة الإضافية، لأنه إذا تم تنفيذها فلا يمكن العودة إلى ما تم تنفيذه إلا بتدمير ما تم بناؤه فوق الأثر، وهو ما قد يؤثر على أصالته وعراقته.
ما هو العائد الاقتصادي من تبليط الهرم الأصغر؟
وأشارت النائبة إلى أن هناك لجنة دائمة للآثار في مصر يندرج ضمن اختصاصاتها عرض مثل هذه المشروعات عليها وأخذ رأيها، ومن المفترض أن يتم عرض مثل هذا المشروع عليها قبل الإعلان عنه.
وتساءلت النائبة: “ما هو بالضبط مشروع تبليط الهرم الأصغر، وما هو العائد الاقتصادي منه، وما هو التكلفة الإجمالية للمشروع، والمدة المتوقعة لتنفيذ المشروع.
وكان الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد أعلن تفاصيل مشروع تبليط الهرم الأصغر، بالإضافة إلى الجهة التي ستقوم بتمويل المشروع.
وأوضح وزيري، في تصريحات تلفزيونية، أن مشروع “تبليط الاهرامات في مصر” تبليط الهرم الأصغر يتم تحت إشراف البعثة المصرية اليابانية، مضيفًا: “هناك في مصر 250 بعثة أجنبية، من 25 دولة من مختلف دول العالم، بما في ذلك البعثة اليابانية، وأن فكرة تبليط الهرم كانت قد ترددت عدة مرات في أوقات مختلفة، وتم العمل على هذه الفكرة عدة مرات دون استكمالها”. وأضاف: “أن تمويل مشروع تبليط الهرم الأصغر سيكون من الجانب الياباني وسيتكفل بكل شيء خلال تنفيذ المشروع”.
تشكيل لجنة لدراسة مشروع تبليط الهرم الأصغر
في تصريحات تلفزيونية، أكد زاهي حواس، وزير الآثار السابق، أنه لا يوجد شيء يُطلق عليه اسم “تبليط الهرم”. وأشار إلى أن الشخص الذي أثار هذا الكلام هو امرأة تعاني من الشيخوخة ولا تملك أي معرفة بهذا الموضوع، وأنه لا يمكن لأحد تبليط الهرم بأي حال من الأحوال.
وأوضح حواس أن الهرم الأصغر مبني من الحجر الجيري المأخوذ من الهضبة نفسها، وأن الملك منكاورع قد استخدم أحجار الجرانيت لتغطية وجهه. وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يضر الهرم، وأن الأشخاص الذين يقولون هذا الكلام هم أشخاص يريدون الإثارة والشماتة بلا أي سبب مشروع.
وقرر أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، تشكيل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار السابق، الدكتور زاهي حواس، وعضوية عدد من كبار العلماء المتخصصين في الآثار، خاصة الأهرامات، والهندسة من المصريين والأجانب من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية التشيك وألمانيا، لمراجعة المشروع.