قال تعالى” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.
قريةٌ في شكل مدينة سكانها عشرون ألف نسمة ورجالها رجعوا بنا إلى التاريخ الذي يعيد نفسه حيث كان لهم القدح المعلى في الجهاد منذ المهدية و(كتلة عبدالله ود سعد) كما يسمونها شيباً وشباباً يجاهدون من أجل الوطن وشهدائهم معلومون في جنوب السودان حيث بلغ عددهم ثلاثون شهيداً على رأسهم “الشهيد دكتور عوض عمر السماني”.
والآن التاريخ يعيد نفسه فشباب وشياب قرى المسيكتاب أول من لبَّى نداء القائد العام لقوات الشعب المسلحة على مستوى السودان قاطبةً.
كان أول معسكر الكرامة بمدينتهم المسيكتاب وكل قادة المعسكر من تعلمجية ومستنفرين وضباط صف وجنود معاشيين هم شباب وشياب هذه القرية على رأسهم سعادة المهندس الرائد محمد عبدالله البشير.
وصحبه الكرام وكان أول من دوَّن إسمه في الإستنفار شيخٌ تجاوز عمره فوق الثمانين حيث رمى حربته التي كان يصطاد بها تماسح البحر ولبَّى نداء القائد لتوه وقال قولته المشهوره “كنت ملازماً البحر أصطاد التماسيح ولكن اليوم خرجت لإصطياد تماسيح البر (مليشيا الدعم السريع)”، ويسمونه قلب الأسد لأنه كان لا ينام ولا يترك أحداً ينام يواصل ليله ونهاره في حراسة الثغور وهو “الشيخ أبو زيد علي اليمني”، إقتداءً بالصحابي عمير بن الحمام يوم ان سمع نداء الجهاد وكان في يده تمرات فرماها وقال إنها لحياة طويلة ولحق بركب الجهاد.
لسان حالهم يقول للبرهان لو إستعرضت بنا البحر لخضناه معك ولو سرت بنا إلى برك الغُماد لسرنا معك وما تخلف منا رجل واحد ، يقف شيابهم خلف الجيش يشد من أزره لتطهير البلاد من دنس المفسدين وعندما قال لهم أبنائهم الشباب أرجعوا نحن نكفئكم الجهاد قالوا كما قال الصحابي عبدالله بن الجموح نريد أن ندخل الجنة بشيبتنا هذه.
منذ بداية حرب الكرامة يقفون ليل نهار دفاعاً عن الوطن حتى إرتكازات البحر يجوبون شرقاً وغرباً وقوفاً على مراكبهم داخل البحر يتناوبون في كل الخنادق ولسان حالهم يقول لن يؤت السودان من قِبل المسيكتاب.
مستنفيرهم مرابطين حول المصفى وبإذن الواحد الأحد سيكون النصر حليفهم ما دام شيابهم يسبقون شبابهم في حراسة الثغور وتأمين الحدود
نفيسة عبدالله.