حزن كبير عم أرجاء السودان عامة وولايتي الجزيرة والنيل الأبيض خاصة، بعد المجزرة والجريمة البشعة التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بحق مواطني ودالنورة وودالجترة الأربعاء الماضي. استشهد في المجزرة 114 طفلًا وامرأة ورجل، قتلوا بدم بارد يؤكد أن هؤلاء القوم الأكثر إرهابا في العالم ولا دين لهم ولا وازع. وقد رأينا كيف يتلذذون بقتل النساء والأطفال وكأنهم في احتفال.
مجزرة ودالنورة: الدروس والعبر – بقلم عبد الخالق بادي |
ردود الأفعال الغاضبة على هذه المجزرة التي لم يشهد السودان لها مثيل قريباً، طبيعية ولها ما يبررها، لأن ما حدث كان مؤلماً لا يقبله أي إنسان سوي، ويستوجب الرد السريع والحاسم من قبل الجيش والمقاومة الشعبية.
تعليقات أتباع ما يسمى بـ(تقدم) أمثال خالد سلك وزينب الصادق المهدي وبقية الشرذمة المؤيدة للجريمة النكراء، ليست بمستغربة لأشخاص باعوا أهلهم وبلادهم وكل ما يملكون من أجل دراهم تافهة، وارتموا في أحضان العمالة. فهم ضالعون منذ سنوات في هذا المخطط الخبيث الذي يستهدف المواطن في وجوده وفي ماله وعرضه. أمثال هؤلاء والله لن ننتظر منهم أن يقولوا كلمة حق، وسيأتي اليوم الذي سيحاسبون فيه على عمالتهم وخيانتهم.
إن جريمة ودالنورة سيكون لها ما بعدها ولن تمر مروراً عابراً، وربما ستكون مفصلية في المعركة الوجودية التي يخوضها الجيش والشعب المخلص ضد الجنجويد والمرتزقة وأعوانهم بالداخل والخارج. المطلوب أن نعتبر منها حتى لا تتكرر، فدماء أبناء الوطن غالية.
بالنسبة للجيش، من المؤكد أن قيادته وضعت خطة للحيلولة دون حدوث مجزرة جديدة. وقد قالها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش خلال زيارته مؤخراً للمناقل وكوستي، عندما قال: سيكون الرد على مجزرة ودالنورة قاسياً، وهذا ما يتمناه الجميع.
أما المقاومة الشعبية، فتحتاج إلى إعادة صياغة وتنسيق لكي تقوم بدورها المناط بها. فمن الواضح أنه ليس لديها خطة عمل واضحة أو رؤية. ولكن إن أرادوا منا نصحاً، فنقول لهم: عودوا إلى عاداتنا وتقاليد أهلنا وجدودنا، بالفزع عند اللقاء، وقبل ذلك مد المواطنين بالسلاح حتى يتمكنوا من الدفاع عن أرضهم وعرضهم.
ما يدعو للاستغراب هو دعوة الفلول (الهاربين إلى الخارج) السودانيين للجهاد وأنه أصبح فرض عين على كل سوداني. فهم يدعون الناس للقتال وهم جالسون في شقق وفنادق تركيا ويتمتعون بخيراتها. نعم، يدعون غيرهم للجهاد وهم ليسوا أهل جهاد، يحرضون المواطنين على القتال وليس لديهم استعداد لتحمل ولو القليل مما تحمله المواطن المسكين بسبب الحرب، التي يسألون هم قبل غيرهم عنها. فهم من صنعوا هذا السرطان المسمى (الدعم السريع)، وهم من خططوا معه لقتال الجيش الوطني.
المعركة الوجودية التي يخوضها الشعب وقواته المسلحة يجب أن تتغير تكتيكاتها وأدواتها. ترك كل قرية تواجه مصيرها لوحدها كان سبباً في إطالتها وضياع الكثير من الأرواح البريئة. يجب أن تتوحد القرى والفرقان تحت شعار “الواحد للكل والكل للواحد”. بدون تضامن أهل القرى مع بعضهم البعض وبالتنسيق مع الجيش لن تنكسر شوكة المرتزقة بالسرعة المطلوبة. يجب أيضاً كشف العملاء داخل القرى الذين تسببوا في قصم ظهر أهلهم. فلنتعاون جميعاً لسحق التمرد وأعوانه وعملائه الهاربين والمندسين.
نصر الله جيشنا وحفظ أهلنا في جميع بقاع الوطن، والعار على المرتزقة ومن والاهم، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.