جدد مساعد قائد الجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، ياسر العطا، التأكيد على رفض الجيش السوداني لأي هدنة أو تفاوض مع قوات الدعم السريع، مشدداً على أن القتال سيستمر حتى القضاء على ما وصفه بـ”الكابوس والسرطان” بشكل نهائي. جاء هذا التصريح خلال خطاب ألقاه العطا أمام ضباط وجنود منطقة أم درمان العسكرية، غربي العاصمة الخرطوم، يوم الأحد.
وقال العطا في خطابه: “لن نؤجل حربًا أو نبرم هدنة أو نجري تفاوضًا لتعود الحرب بعد سنة أو سنتين؟ لا، سننتهي من هذا الكابوس ومن هذا السرطان بمرة واحدة”. وأكد أن الجيش السوداني لا يعترف بأي رؤى تُطرح للتفاوض مع قوات الدعم السريع، مضيفًا أن السلام لن يتحقق إلا باستسلام تلك القوات أو بدحرها بشكل نهائي.
وأوضح العطا، الذي يقود العمليات العسكرية في أم درمان، أن القيادة العسكرية في السودان متماسكة ومتحدة وهدفها النهائي هو تحقيق السلام. وأشار إلى أن هذا السلام سيأتي من خلال دحر واستسلام الجنجويد، وإعادة “عرب الشتات” إلى دولهم الأصلية، ومحاكمة كل من ارتكب جرائم ضد الشعب السوداني. وأضاف قائلاً: “هدفنا السلام لأرضنا.. سلام بدحر واستسلام الجنجويد.. سلام برجوع عرب الشتات إلى دولهم التي أتوا منها، السلام بمحاكمة كل من أجرم، كل من اغتصب، كل من باع بنات هذا الوطن، كل من سرق، كل من نهب، كل من أذل، كل من أصاب فرداً من أفراد الشعب السوداني يقدم للمحاكمة عاجلاً”.
وتأتي تصريحات العطا في ظل اتهامات الجيش السوداني لقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بجلب مرتزقة من المجموعات العربية في دول غرب إفريقيا، وهو الاتهام الذي أكده أيضاً حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في الشهر الماضي.
من جانبه، كان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قد قال في تسجيل صوتي بمناسبة عيد الأضحى، إن وفد الجيش السوداني انسحب من محادثات جدة بتوجيه من الحركة الإسلامية، مشيراً إلى أن الجيش تنصل عن اتفاق المنامة الذي تم التوصل إليه في فبراير الماضي.
يظل الوضع في السودان متوترًا مع استمرار النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما يبقى مستقبل البلاد مرهونًا بالتطورات على الأرض والتصريحات المتبادلة بين الأطراف المتنازعة.