اقتحم حشد من اليمين المتطرف يوم الأحد الماضي فندق “هوليداي إن إكسبريس” في مدينة روثرهام بإنجلترا، حيث يُقال إنه يؤوي مهاجرين. جاء ذلك في اليوم الخامس من أعمال الشغب المستمرة ضد المسلمين والمهاجرين، والتي اندلعت عقب عملية طعن مميتة في مدينة ساوثبورت. شهد يوم الثلاثاء الماضي هجوم طعن مميت شمال غرب إنجلترا، أودى بحياة ثلاث فتيات صغيرات وأُصيب تسعة آخرون عندما استهدف شاب درس رقص للأطفال في مدرسة بمدينة ساوثبورت.
نشر أنصار اليمين المتطرف معلومات مضللة عن هوية القاتل، مدعين أنه مهاجر مسلم جاء مؤخرًا إلى بريطانيا. كشف أحد القضاة البريطانيين أن منفذ عملية الطعن ليس مسلمًا ولا مهاجرًا، بل هو بريطاني من أصول رواندية مسيحية، يبلغ من العمر 17 عامًا وولد في كارديف.
تسببت ادعاءات اليمين المتطرف في اندلاع أعمال شغب وإشعال للنيران، وهجمات على مساجد ومنازل المهاجرين في عدة مدن بريطانية، بما في ذلك ليفربول، مانشستر، بريستول، بلاكبول، هال، ساوثبورت، روثرهام، وبلفاست في أيرلندا الشمالية. أدت أعمال الشغب إلى إلحاق أضرار في الممتلكات العامة والخاصة وإصابة العديد من رجال الشرطة البريطانية.
في ساوثبورت، أشعل المتظاهرون النيران في مسجد على طريق “سانت لوقا”، بينما أطلق آخرون هتافات معادية للإسلام خلال أعمال شغب في مدينة سندرلاند. اقتحم حشد من اليمين المتطرف فندق “هوليداي إن إكسبريس” في روثرهام، حيث تم تحطيم النوافذ وإشعال النار خارج المبنى.
حذرت الشرطة البريطانية من أن التعامل مع أعمال العنف يمكن أن يُعيق التحقيق في جرائم أخرى. ألقى رئيس الوزراء البريطاني “كير ستارمر” باللوم على “الكراهية اليمينية المتطرفة” وتعهد بإنهاء الفوضى، فيما دعا بعض النواب في البرلمان الجيش للتدخل وفض أعمال العنف. صرح عمدة جنوب يوركشاير، التي تضم روثرهام، أوليفر كوبارد: “ما نراه ليس احتجاجًا، بل بلطجة وحشية موجهة ضد الفئات الأضعف في مجتمعنا، وسنلاحق مرتكبي هذا العنف بالقانون”.
أعلن المجلس الإسلامي في بريطانيا أن مئات المساجد عززت إجراءات الأمن بعد أن “أرهبت عصابات من اليمين المتطرف المجتمعات المسلمة”. قالت الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، زارا محمد: “إن الحكومة على حق في التحدث ضد التطرف الذي نشهده في شوارعنا، ولكنها ظلت صامتة بشأن الإسلاموفوبيا التي تغذي هذا التطرف”.
اعتقلت الشرطة البريطانية عشرات الأشخاص من منفذي أعمال الشغب حتى الآن، ومن المتوقع تنفيذ المزيد من الاعتقالات بعد اكتمال التحقيقات. هذه الأحداث تعكس التوترات المتصاعدة في بعض المجتمعات البريطانية، وتؤكد الحاجة إلى مواجهة المعلومات المضللة والتطرف بكل أشكاله لحماية السلم الاجتماعي.