غزة – السبت – استيقظ العالم على خبر مجزرة جديدة في قطاع غزة، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على مدرسة “التابعين” التي تأوي نازحين في حي الدرج شرقي غزة، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. الحادثة أثارت موجة من الغضب والتنديد من مختلف الفصائل الفلسطينية والدول العربية، التي اعتبرت هذه الجريمة “جريمة حرب” لا لبس فيها.
حماس تنفي مزاعم إسرائيل وتؤكد
في بيان رسمي، نفت حركة حماس بشكل قاطع مزاعم الجيش الإسرائيلي حول وجود مسلحين داخل المدرسة، مشددةً على أن استهداف المدنيين واللاجئين في الأماكن العامة يأتي في سياق حملة واسعة لزرع الخوف والرعب بين أهالي غزة. وأكدت حماس على أن الفصائل الفلسطينية تتبع سياسة عدم التواجد في المناطق المدنية للحفاظ على حياة المدنيين وتجنيبهم الاستهدافات الإسرائيلية العشوائية.
"مش مسامحاكم دنيا ولا آخرة"
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) August 10, 2024
طفلة من قطاع غزة توجه رسالة للعالم بعد مجزرة الاحتلال في مدرسة التابعين بحي الدرج في غزة. pic.twitter.com/U1Uxn86IFq
الجهاد الإسلامي.. جريمة حرب مكتملة الأركان
وصفت حركة الجهاد الإسلامي الغارة الجوية على مدرسة التابعين بأنها “جريمة حرب مكتملة الأركان”. وأضافت الحركة أن اختيار توقيت الهجوم خلال صلاة الفجر يظهر بوضوح نية الجيش الإسرائيلي في إيقاع أكبر عدد من الضحايا، بما في ذلك الأطفال وكبار السن، معتبرة أن هذه الجريمة تضاف إلى سجل الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
فتح والجبهة الديمقراطية تدينان بشدة
في نفس السياق، أدانت حركة فتح المجزرة، ووصفتها بأنها “ذروة الإرهاب والإجرام” لدى حكومة الاحتلال الفاشية. وأكدت الحركة أن هذه الجريمة تؤكد مساعي إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني عبر سياسة القتل التراكمي والمجازر الجماعية. من جانبها، اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن هذه المجزرة لم تكن لتحدث لولا الدعم السياسي والعسكري المستمر الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة الأميركية والصمت المريب من المجتمع الدولي.
الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن مسؤولية المجزرة
في تصريح ناري، حمل المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الإدارة الأميركية مسؤولية المجزرة، مشيراً إلى أن الدعم المالي والعسكري والسياسي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل يجعلها شريكًا في هذه الجريمة. وأضاف أبو ردينة أن استمرار المجازر اليومية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية يأتي في ظل صمت دولي مريب، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية كبيرة.
إدانات عربية واسعة النطاق
الإدانات لم تتوقف عند الفصائل الفلسطينية، بل امتدت لتشمل العديد من الدول العربية. فقد نددت الأردن بالمجزرة ووصفتها بأنها محاولة لعرقلة جهود الهدنة المزمع عقدها الأسبوع المقبل. من جهتها، أكدت مصر أن استهداف المدنيين العزل يظهر بوضوح افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لإنهاء الحرب على غزة، مشيرة إلى أن المجازر المتعمدة تهدف إلى إطالة أمد النزاع.
دولة قطر أدانت المجزرة بشدة، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، داعيةً إلى تحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق. كما طالبت المجتمع الدولي بتوفير الحماية التامة للنازحين ومنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها لإجبارهم على النزوح القسري.
- “إسرائيل” ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية ومذبحة ضد المدنيين في مدرسة بحي الدرج في غزة
- استهداف المدرسة يظهر مرة أخرى أن حكومة نتنياهو تريد عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الخارجية التركية: “إسرائيل” ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية بقتل أكثر من 100 مدني لجأوا إلى مدرسة في حي الدرج بمدينة غزة، هذا الهجوم يظهر مجددا أن حكومة نتنياهو تريد تخريب المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
- وزيرة الخارجية البلجيكية: ندين بشدة الهجوم على مدرسة في غزة الذي خلف مقتل 100 نازح على الأقل.
إسرائيل تعترف بقصف المدرسة وتبرر الغارة
في تصريح مثير للجدل، أقر الجيش الإسرائيلي بقصف المدرسة، حيث ذكر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أن الغارة نفذت بتوجيه من الاستخبارات العسكرية و”الشاباك”، مدعيًا أن الهدف كان استهداف عناصر مسلحة تتخذ من المدرسة قاعدة لها. هذا التبرير لم يلق قبولاً لدى المجتمع الدولي الذي يعتبر استهداف المدارس انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
ردود فعل المجتمع الدولي
على الصعيد الدولي، تصاعدت الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة، حيث أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية هذا العمل الوحشي. الأمم المتحدة وصفت الهجوم بأنه “خرق فاضح” لقواعد القانون الدولي، وطالبت بإجراء تحقيق شامل ومستقل في الحادثة. في حين دعت منظمة العفو الدولية إلى محاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة أمام المحاكم الدولية.
تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
في ظل استمرار التصعيد العسكري، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، حيث تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. كما أن تدمير البنية التحتية أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن العديد من المناطق، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين.