يُعتبر نقص الحديد من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تؤثر على الكثير من الأشخاص، حيث يؤدي إلى اختلال في مستويات خلايا الدم الحمراء بسبب دور الحديد الحيوي في تكوين الهيموغلوبين، البروتين الذي يحمل الأكسجين في الدم. تظهر أعراض نقص الحديد في الجسم بعدة طرق، ويمكن أن تكون هذه الأعراض مؤشراً هاماً على الحاجة إلى استشارة طبية.
من أبرز الأعراض التي قد تدل على نقص الحديد هو التعب غير المعتاد، حيث يشعر المصاب بالإرهاق المستمر نتيجة عدم حصول الأنسجة والعضلات على كمية كافية من الأكسجين والطاقة. يتطلب نقص الحديد أيضاً من القلب العمل بجهد مضاعف لنقل الدم الغني بالأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. هذا التعب غالباً ما يكون مصحوباً بسوء المزاج وضعف التركيز، مما يجعل من الصعب تشخيصه كعرض وحيد لنقص الحديد.
شحوب البشرة يعد أيضاً من العلامات الواضحة لنقص الحديد، حيث يظهر بوضوح في المنطقة الداخلية من الجفن السفلي. الهيموغلوبين، الذي يعطي الدم لونه الأحمر، يؤثر بشكل مباشر على لون البشرة. انخفاض مستوى الهيموغلوبين يمكن أن يجعل البشرة تبدو شاحبة، وهذا الشحوب قد يظهر أيضاً في مناطق محددة مثل اللثة أو الشفاه أو الأظافر، ويشير إلى نقص حاد أو متوسط في الحديد.
عندما تنخفض مستويات الهيموغلوبين في الجسم، قد تشعر بصعوبة في التنفس حتى عند القيام بنشاطات بسيطة، مما يؤدي إلى تسارع وانقطاع النفس. هذا الأمر يحدث لأن الجسم يحاول تعويض نقص الأكسجين بجهد إضافي، مما يجعل التنفس أكثر سرعة وانقطاعاً.
الدوار والصداع من الأعراض التي قد تحدث نتيجة نقص الحديد، على الرغم من أنها ليست من الأعراض الأكثر شيوعاً. يحدث الصداع بسبب عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ، مما يسبب ضغطاً على الأوعية الدموية في الدماغ. إذا كانت نوبات الصداع والدوار متكررة، فقد تكون مؤشراً على نقص الحديد في الجسم.
خفقان القلب هو عرض آخر يمكن أن يكون ناتجاً عن نقص الحديد، حيث يضطر القلب إلى العمل بجهد مضاعف لتعويض نقص الأكسجين في الجسم. هذا قد يتسبب في عدم انتظام ضربات القلب أو تسارعها، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى تضخم القلب أو فشله. هذه الأعراض نادرة وغالباً ما تحدث عند نقص الحديد لفترات طويلة.
يمكن أن يتسبب نقص الحديد في جفاف الشعر والبشرة، حيث يوجه الجسم الأكسجين المحدود إلى الأعضاء الأكثر أهمية ويبتعد عن الشعر والبشرة. نتيجة لذلك، قد يتسبب نقص الأكسجين في جفاف الشعر وضعفه، وفي الحالات الحادة قد يحدث تساقط للشعر.
تورم اللسان والتهاب الفم من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى نقص الحديد. قد يظهر اللسان ملتهباً أو شاحباً أو أملساً بشكل غير طبيعي، كما يمكن أن يصاحب ذلك جفاف الفم وظهور تشققات أو التهابات في زوايا الشفاه، وأحياناً قد تظهر بثور في الفم.
متلازمة تململ الساقين ترتبط أيضاً بنقص الحديد، وهي حالة تجعل الشخص يشعر بحاجة مستمرة لتحريك ساقيه أثناء الراحة، ويمكن أن تسبب حكة مزعجة في الأقدام. تتفاقم هذه الحالة بشكل خاص خلال الليل، مما يؤثر على جودة النوم.
ضعف الأظافر وسهولة تشققها من الأعراض الأقل شيوعاً لنقص الحديد. في الحالات المتقدمة، قد تتخذ الأظافر شكل الملعقة، حيث تكون مقعرة من المنتصف وأطرافها منحنية لأعلى. هذه الحالة نادرة وعادة ما تحدث فقط في حالات نقص الحديد الشديدة.
بجانب هذه الأعراض، يمكن أن تظهر أعراض أخرى أقل شيوعاً مثل اشتهاء تناول مواد غير غذائية مثل الثلج أو التراب، الشعور بالقلق، برودة اليدين والقدمين، وزيادة احتمالية الإصابة بالالتهابات بسبب ضعف جهاز المناعة. هذه الأعراض قد تحتاج إلى تقييم طبي دقيق لتحديد العلاج المناسب.
لعلاج نقص الحديد، من المهم استشارة الطبيب لتشخيص الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة. يمكن تحسين مستويات الحديد من خلال تناول أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم والخضروات الورقية الداكنة والمأكولات البحرية والبقوليات. كما يُنصح بتناول أطعمة غنية بفيتامين سي لتعزيز امتصاص الحديد وتجنب الأطعمة التي تعيق الامتصاص مثل القهوة والشاي ومنتجات الألبان. في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مكملات الحديد لتعويض النقص، ويُفضل تناولها مع عصير البرتقال لتحسين امتصاص الحديد.
