في تبرير لم يعد مستغرباً على مروّجي العنصرية في تركيا، برّر قاتل الطفل التركي “أمير باكي بايندر” البالغ من العمر 10 سنوات، والذي قُتل على يد بائع متجول في غازي عنتاب قبل 3 أشهر، برّر جريمته بالقول بانه ظنّ بأن الطفل ومن معه سوريون.
ونقلت وسائل إعلام تركية، تفاصيل الجلسة الأولى من محاكمة القاتل “محسن تاشكين”، والذي قال في إفادته خلال جلسة الاستماع الأولى التي عقدت يوم أمس الخميس: “اعتقدت أن الأطفال سوريين، ولم أكن أعتقد أن الأطفال الأتراك سيئي الأدب إلى هذا الحد”، فيما ذكر محامو المتهم أن المتهم يعاني من مشاكل صحية، وأن عمر المتهم غير صحيح، مطالبين بأن يتم فحص بطاقة الهوية للكشف عن عمره الحقيقي”.
وتابع المتهم: “أنا نادم جدًا على ذلك. وفي يوم الحادثة كان الأطفال يأتون إلى واجهة المحل ويقومون بحركات استفزازية تجاهي، كانوا يرشقون الحجارة على مكان عملي، كان هدفي تخويف الأطفال. لقد رميت البطاطس والبصل على الأطفال عدة مرات من قبل، لكن الأطفال لم يتوقفوا عن إزعاجي، كان هناك 5 أطفال/ لقد فتحت النار بشكل عشوائي. لم أكن أعرف أن الطفل قد مات”.
وأضاف: “لقد مرضت خلال فترة الوباء (كورونا)، وبعد التطعيم أصبح لساني لزجاً لم أستطع أن أتذكر ما كنت أفعله، ذهبت إلى منزل ابني ولا أعرف ماذا فعلت بالمسدس، هناك كاميرا مقابل متجري، وتظهر تسجيلات الكاميرا هناك الحركات الاستفزازية التي قام بها الأطفال تجاهي، ليس لدي أي مشاكل مع هذا الطفل، كان هدفي الوحيد هو تخويفهم، لقد كان يسخر مني لأنني لم أستطع التحدث، اعتقدت أن الأطفال كانوا سوريين. لم أكن أعتقد أن الأطفال الأتراك كانوا وقحين للغاية، لم أكن أعلم أن هؤلاء الأطفال ليسوا من الحي، لقد أطلقت النار عليه من مسافة 20 متراً”.
أم الطفل تكذب الرواية
وكذّبت أم الطفل رواية القاتل، مؤكدة أنه في يوم الحادث، كان لابنها أصدقاء معه، وأقوال المتهم كلها أكاذيب”، مشيرة إلى أنه هناك شهود عيان وقد أكدوا أن المتهم حاصر ابنها وقتله”، داعيةً لإنزال أشد العقوبات به”، فيما نفى والد الطفل الادعاءات الموجهة لابنه من القاتل والتي تذرع بها لتبرير جريمته قائلاً: “طفلي لا يشتم. لم نتلق أية شكاوى على الإطلاق. مثل كل طفل، من حق طفلي الطبيعي أن يلعب، أريد أن يُعاقب المتهم بأشد العقوبات”.
الاعتداء على الصحفي الإسباني
وتعيد تبريرات القاتل إلى الأذهان، حادثة الاعتداء على صحفي إسباني في إسطنبول من قبل شبان الأتراك بعد أن ظنوه سورياً وذلك في صيف 2022، حيث تعرّض مراسل صحيفة “ألموندو” وقناة “hispantv” الإسبانيتين “لويس ميغيل هورتادو” مع زوجته، في الـ 23 من شهر تموز سنة 2022، لاعتداء من قبل شبان أتراك بالضرب بذريعة أنهما يبدوان كسوريين أو أفغان.
كما تعد أحداث العنف التي طالت منازل وممتلكات السوريين في ولاية قيصري قبل أشهر، خير دليل على استمرار الحملات العنصرية ضد السوريين في تركيا، وقد ربطت الشرطة التركية الأحداث الدامية التي شهدتها قيصري حينها بتنظيمي “بي كي كي” و”غولن”، المدرجين على لوائح الإرهاب.