حزب الله: صناعة الموت والتمويل والتدخل في سوريا والتحديات

مرهف مينو
نشرت منذ 4 أيام يوم 17 نوفمبر, 2024
بواسطة حسان كنجو
حزب الله: صناعة الموت والتمويل والتدخل في سوريا والتحديات
مرهف مينو

تورط حزب الله اللبناني في قمع الثورة السورية إلى جانب نظام الطاغية بشار الأسد لم يكن لحماية المراقد الشيعية كما ادعى، بل كان لهدف أكثر واقعية ومربحًا، وهو تحويل سوريا إلى مركز رئيسي لتجارة المخدرات. هذه التجارة أصبحت مصدر تمويل رئيسي للنظام وحلفائه في ظل التكاليف الباهظة للحرب. فقد تحولت المدارس والجامعات في مناطق سيطرة النظام إلى أسواق مفتوحة لترويج المخدرات، وسط تواطؤ شخصيات نافذة من عائلة الأسد وحزب الله، الذين يؤمنون الحماية للمروجين ويحولون دون ملاحقتهم قانونيًا.

لاسيما بعد ظهور صورة تجمع بين نوح زعيتر أخطر تاجر مخدرات في لبنان مع كلاً من وسيم الأسد وجميل فواز الأسد أقرباء رأس النظام السوري بشار الأسد.

بالتوازي، ارتفعت معدلات الإدمان بشكل مقلق بين الشباب السوري، مع غياب أي دعم حكومي أو مراكز لإعادة التأهيل، ما جعل الإدمان جزءًا من روتين الحياة اليومية. وتظهر التقارير أن حزب الله يقف وراء إدخال كميات ضخمة من المخدرات، بما في ذلك الحبوب المخدرة والحشيش، من المناطق الحدودية مثل القصير إلى داخل سوريا وخارجها، بينما تشير صور وتقارير إلى تورط مقربين من الأسد مع كبار تجار المخدرات في لبنان.

وعلى الرغم من إعلان النظام عن حملات لمكافحة المخدرات والقبض على عدد من المروجين، إلا أن الأدلة تؤكد أن هذه الحملات شكلية، حيث إن الشخصيات النافذة المتورطة تتمتع بحصانة بفضل ارتباطها بالنظام وحزب الله. تجارة المخدرات لم تقتصر على تمويل الحرب، بل أصبحت أداة لتدمير المجتمع السوري، وخاصة جيل الشباب، مما يجعلها واحدة من أبرز نتائج الحرب المدمرة.

مصادر تمويل الحزب

يعتمد حزب الله على مزيج من مصادر تمويل تشمل الدعم الإيراني، التبرعات، والأنشطة الاقتصادية. الدعم الإيراني يعد المصدر الرئيسي، حيث يُقدر بمئات ملايين الدولارات سنويًا، ويأتي من ميزانية الحرس الثوري الإيراني. كما يدير الحزب شبكة واسعة لجمع التبرعات من الجاليات اللبنانية حول العالم، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

إلى جانب ذلك، تُتهم جماعات دولية حزب الله بالضلوع في أنشطة غير قانونية، مثل تجارة المخدرات. يُزعم أن الحزب يشارك في زراعة وتهريب الحشيش في لبنان، وتهريب الكبتاغون إلى دول الخليج. كما تشير تقارير إلى تورطه في تجارة الكوكايين بأمريكا اللاتينية وتبييض الأموال عبر شبكات دولية. هذه الأنشطة غير القانونية، إذا ثبتت، تعرّض الحزب لضغوط دولية متزايدة.

تدخل حزب الله في الثورة السورية

انخرط حزب الله في قمع الثورة السورية منذ بداياتها لدعم نظام بشار الأسد، مستندًا إلى عدة عوامل كما يدعي:
1.حماية التحالف الإقليمي:
سوريا تمثل معبرًا استراتيجيًا للإمدادات من إيران إلى حزب الله، وسقوط النظام كان سيهدد هذا الخط.
2.مواجهة الجماعات المتطرفة:
برر الحزب تدخله بمكافحة الجماعات المسلحة مثل داعش والنصرة، التي هددت الحدود اللبنانية.
3.الضغط الإيراني:
إيران دفعت حزب الله للمشاركة كجزء من استراتيجيتها لحماية نفوذها الإقليمي.
4.حماية الطائفة الشيعية:
ركز الحزب على الدفاع عن المناطق ذات الأغلبية الشيعية في سوريا كما سعى لتجنيدهم في صفوفه.

لكن تورطه في المعارك، مثل القصير وحلب وريف دمشق، أدى إلى اتهامه بالتسبب في مقتل مدنيين وقمع المعارضين. هذه الأفعال زادت من الانتقادات الموجهة له في الداخل والخارج.

التحديات التي تواجه حزب الله

رغم أن الحزب لا يزال يحظى بدعم قوي في مناطقه التقليدية، إلا أن مشاركته في قتل السوريين أثرت سلبًا على شعبيته على المستوى الوطني والعربي.

الأزمة الاقتصادية في لبنان، واتهامات الفساد، وزيادة التوترات الطائفية أدت إلى تآكل صورته لدى شريحة واسعة من اللبنانيين. كما أن انخراطه في الصراعات الإقليمية تسبب في استنزاف موارده وتعرضه لعقوبات دولية.

يواجه الحزب معضلة الحفاظ على دوره كقوة مقاومة ضد إسرائيل، مع تحديات داخلية وخارجية تهدد مكانته. تمويله المثير للجدل، وتورطه في حماية نظام الاسد، وانتقادات دوره في لبنان تُلقي بظلال ثقيلة على مستقبله السياسي والشعبي.

و تشير تقارير دولية وإقليمية إلى أن حزب الله يُستخدم سوريا كمنفذ رئيسي لتهريب المخدرات، – خاصة الكبتاغون ومخدر الحشيش الذي تتم زراعته في مناطقه -، إلى الأسواق الإقليمية والدولية. هذا النشاط يُعتبر جزءًا من استراتيجيته لتمويل عملياته، في ظل العقوبات المفروضة عليه وعلى داعميه.

دور سوريا في تهريب المخدرات

•من المؤكد أن سوريا، خصوصًا المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات أسد وحزب الله، أصبحت مركزًا رئيسيًا لإنتاج الكبتاغون.
•المصانع تقع غالبًا في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، مثل القصير، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير.

•حزب الله يستغل الحدود اللبنانية-السورية لتهريب المخدرات إلى دول الخليج وأوروبا.

•سوريا تُستخدم كنقطة عبور رئيسية للمواد المخدرة، حيث يتم تهريبها عبر الموانئ البرية والبحرية.

•كما يعتمد الحزب على شبكات تهريب داخل سوريا وخارجها، بما في ذلك تعاون مع بعض عناصر النظام السوري لتسهيل نقل المخدرات.

•الكبتاغون يُهرب عبر مرافئ سوريا ومناطق سيطرتها إلى الأردن، العراق، تركيا، ودول الخليج.

المسارات والأسواق

تمكّن الحزب من استغلال الحدود السورية واللبنانية كممرات رئيسية. يُنتج الكبتاغون في مصانع تقع في مناطق خاضعة لسيطرة الحزب وحلفائه في سوريا ولبنان، وتُعتبر هذه المناطق نقطة انطلاق رئيسية لتهريب المخدرات عبر الحدود. العمليات تتم عبر عدة مسارات تشمل المعابر البرية والشحنات التجارية، حيث يتم تهريب المخدرات باستخدام سيارات وشاحنات نقل عبر معابر مثل “نصيب-جابر” بين سوريا والأردن، أو عبر موانئ لبنانية وسورية، حيث تُخبأ المخدرات في شحنات تجارية مثل الفواكه والتمور. كما لجئ الحزب في الآونة الأخيرة لطائرات الدرون حسب السلطات الأردنية عبر شبكات تهريب محلية ومرتبطين بعناصر من النظام السوري لتأمين هذه العمليات.

من بين العمليات التي تم ضبطها في السنوات الأخيرة، في يونيو 2021، أعلنت السلطات الأردنية ضبط شحنة ضخمة من الكبتاغون تقدر بحوالي 5.3 مليون حبة كانت مخبأة في شحنات فواكه قادمة من سوريا عبر معبر “نصيب-جابر”. وفي نوفمبر 2019، ضبطت السلطات الأردنية 5 مليون حبة كبتاغون في شحنات تجارية عبر الحدود. أما في السعودية، فقد ضبطت السلطات في عام 2020 شحنة ضخمة من الكبتاغون تقدر بـ 11 مليون حبة كانت مخبأة في شحنات فواكه في ميناء جدة، حيث كانت تُعتقد أنها جائت عبر سوريا ولبنان. كما تم ضبط 15 مليون حبة كبتاغون في سبتمبر 2015 كانت مخبأة في شحنة تمور قادمة من لبنان عبر البحر. حزب الله يعتمد على تهريب المخدرات إلى السعودية والأردن لتمويل عملياته العسكرية والسياسية، حيث تُعتبر هذه الأنشطة غير القانونية مصدرًا مهمًا للإيرادات في ظل العقوبات المفروضة عليه.

السلطات في السعودية والأردن كثّفت من إجراءات المراقبة والتفتيش لمكافحة تهريب المخدرات، حيث تم تعزيز الرقابة على الحدود والموانئ باستخدام تقنيات متطورة مثل أجهزة الكشف عن المخدرات والكلاب البوليسية. لكن، رغم هذه الإجراءات، ما تزال شبكات التهريب تعمل بفعالية، مما يجعل من مكافحة تهريب المخدرات تحديًا مستمرًا بالنسبة للبلدين.

دول مثل السعودية والإمارات تعد من أكبر الأسواق المستهدفة لحبوب الكبتاغون.

•الحدود السورية-الأردنية أصبحت مسرحًا لعمليات تهريب نشطة.
•الأردن اشتبك عدة مرات مع مهربين، وسط اتهامات بتورط حزب الله.

•تُهرب المخدرات من سوريا عبر موانئ البحر المتوسط إلى أوروبا، حيث تُدر عائدات مالية ضخمة.

•تشير تقارير منظمات دولية، مثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إلى دور حزب الله في تجارة الكبتاغون.
•الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أفراد وكيانات مرتبطة بالحزب متورطة في تجارة المخدرات.
•دول الخليج:
•السعودية بشكل خاص تعتبر حزب الله المسؤول الرئيسي عن تهريب المخدرات إلى أراضيها، وتستخدم هذا الملف في الضغط السياسي ضد الحزب وحلفائه.

الهدف من تجارة المخدرات تمويل عمليات الحزب :

تجارة الكبتاغون تدر أرباحًا بمليارات الدولارات، مما يساعد الحزب على تمويل أنشطته العسكرية والسياسية في ظل العقوبات الدولية.

تشير بعض التقديرات إلى أن أرباح حزب الله من تجارة المخدرات وتبييض الأموال المرتبطة بها قد تتراوح بين 1 إلى 3 مليارات دولار سنويًا. هذه الأموال تُستخدم في تمويل عملياته العسكرية والسياسية، ودعم شبكات نفوذه داخل لبنان وخارجه.

زعزعة استقرار الخصوم

بعض المحللين يعتقدون أن تهريب المخدرات إلى دول مثل السعودية والخليج هدفه ليس فقط الربح، بل أيضًا زعزعة استقرار هذه الدول اجتماعيًا.

حزب الله الارهابي يستخدم سوريا كنقطة إنتاج وتهريب للمخدرات، خاصة الكبتاغون، لتأمين التمويل وتعزيز نفوذه الإقليمي. هذا النشاط يُعد تحديًا أمنيًا كبيرًا لدول الجوار، مثل الخليج والأردن، وقد أدى إلى ضغوط سياسية ودولية متزايدة على الحزب وحلفائه.

الاخبار العاجلة