حذرت الرئاسة الروسية (الكرملين)، مما أسماه “صب الزيت على النار”، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، يسمح لأوكرانيا بامتلاك منظومات صاروخية بعيدة المدى، تسمح لها بضرب العمق الروسي.
واتهم الكرملين في بيانه الذي تناقلته وسائل إعلام أمريكية، الرئيس الأمريكي بايدن بـ “تأجيج التوتر”، فيما حذّر نواب روس، من أن القرار قد يؤدي لاندلاع حرب عالمية ثالثة، فيما حذر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من أن هذا الإذن، في حال أكدته واشنطن رسمياً، سيؤدي إلى (وضع جديد تماماً) فيما يتعلق بضلوع الولايات المتحدة في هذا النزاع، وذلك بعدما أفادت وسائل إعلام أمريكية بهذا القرار وأكده مسؤول أمريكي لوكالة الأنباء الفرنسية.
حرب عالمية ثالثة
وكان مسؤولان أمريكيان إضافة إلى مصدر مطلع على القرار، قد كشفا الأحد عن التحول الكبير في سياسة واشنطن تجاه الصراع الأوكراني الروسي، فيما اعتبر أندريه كليشاس العضو البارز في مجلس اتحاد الغرفة العليا للبرلمان الروسي على تطبيق تيلغرام أن “الغرب يمضي في مستوى من التصعيد قد ينتهي بتدمير الدولة الأوكرانية بالكامل بحلول الصباح”.
كما حذر فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس بأن رد موسكو سيكون فورياً، وقد نقلت وكالة تاس للأنباء عن جباروف قوله “هذه خطوة كبيرة جدا نحو بداية الحرب العالمية الثالثة”.
ويوم أمس، أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن اليوم الأحد، سماحه لأوكرانيا باستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية طويلة المدى (ATACMS) الأمريكية لتنفيذ “ضربات محدودة” داخل الأراضي الروسية، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية.
ويأتي هذا القرار بعد تقارير عن إرسال كوريا الشمالية قوات لدعم جهود الحرب الروسية، وقد أكد مسؤول أمريكي كبير إن هذه الخطوة تهدف أيضًا لردع المزيد من التدخل الكوري الشمالي في حرب روسيا على أوكرانيا، التي بدأت في فبراير 2022.
وسبق أن عارضت واشنطن استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى ضد الأهداف الروسية، مشيرة إلى مخاوف من انتقام محتمل من الكرملين، فيما تؤكد التقارير أن المنظومات الحديثة من الصواريخ، يبلغ مداها 300 كيلومتر (186 ميل) ويتم توجيهها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وتوفر قوة نارية كبيرة.
ويمثل قرار بايدن تحولًا في السياسة الأمريكية وسط تعقيدات عالمية متزايدة في الصراع الأوكراني، ويأتي قبل شهرين فقط من مغادرته منصبه في 20 يناير، على عكس “ترامب” الذي أشار إلى أنه من المحتمل أن يقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا، وهو ما سيتركها في وضع غير مؤاتٍ في مواجهة جارتها الأكبر بكثير، خاصة وأن ترامب تعهد بإنهاء سريع للحرب على الرغم من أن الأساليب التي قد يستخدمها لتحقيق ذلك غير معروفة.