كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها، عن صدمة واجهها الشاهد “قيصر” الذي سرب عشرات آلاف الصور لمعتقلين تمت تصفيتهم على يد نظام أسد وسلمها للولايات المتحدة، وذلك بسبب حضور عضو من لجنة الاستماع على صلة وعلاقة وثيقة مع نظام أسد.
وقالت الصحيفة في تقريرها: “لطالما اعتُبر اختيار ترامب لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية خطيرًا على اتصالاتها بشأن سوريا وموقفها من أوكرانيا، في عام 2018، كان من المقرر أن يدلي المعارض السوري الملقب بـ”قيصر” بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بشأن التعذيب والإعدامات بإجراءات موجزة التي أصبحت سمة مميزة للحملة الوحشية التي شنها بشار الأسد على المعارضة خلال الحرب.
وأضافت: “لم تكن هذه الزيارة الأولى لقيصر إلى واشنطن، فقد قام المصور العسكري السابق بتهريب 55 ألف صورة وغيرها من الأدلة على الوضع في منشآت الاحتجاز الوحشية التابعة للأسد قبل سنوات، كما قام بحملة مجهولة لإقناع المشرعين الأميركيين بتمرير عقوبات صارمة على نظام أسد كعقاب على حكمه الإرهابي.
ولكن قبل تلك الجلسة، أصبح الموظفون في اللجنة والناشطون وقيصر نفسه متوترين فجأة: هل من الآمن عقد الشهادة أمام تولسي غابارد، عضو الكونجرس من هاواي في اللجنة، والتي سافرت قبل عام واحد فقط إلى دمشق بإرادتها للقاء الأسد؟، لقد سألوها هناك (في دمشق)، ما إذا كان بإمكانها أن تسجل صوت قيصر، أو ربما ترسل صورة الشاهد السري إلى نفس جهات الاتصال التي توسطت في اجتماعها مع الرئيس السوري؟
وقال معاذ مصطفى المدير التنفيذي لقوة مهام الطوارئ السورية، وهي مجموعة ناشطة، والذي سبق أن سافر مع غابارد في سوريا في عام 2015 : “كان هناك قلق حقيقي من جانب الديمقراطيين في حزبها، والجمهوريين ، ونحن وقيصر، حول كيفية قيامنا بذلك؟”. “مع وجود العضو في هذه اللجنة، نعتقد أنها ستقدم أي معلومات استخباراتية لديها للأسد وروسيا وإيران، وكل هذه الأطراف كانت تريد قتل قيصر”.
في رحلة إلى الكونجرس في عام 2015، تذكر مصطفى أن غابارد سألت ثلاث فتيات سوريات صغيرات عما إذا كانت الغارة الجوية التي نجون منها بالكاد قد تكون من تنفيذ الأسد أم أنها من تنفيذ تنظيم داعش. لقد حاولوا إلصاق القصف بداعش، لكن المشكلة الوحيدة هي أن تنظيم داعش لا يمتلك قوة جوية.
تقول الصحيفة: “رغم كل شيء، لكن لا يوجد دليل على أن غابارد سعت إلى نقل أي معلومات عن الشاهد السوري إلى دمشق أو أي دولة أخرى، كما لا يوجد دليل على أن لديها أي ارتباط موثق بوكالات استخبارات أخرى، لكن في دوائر السياسة الخارجية في واشنطن ومجتمع الاستخبارات المتماسك، لطالما اعتبرت جابارد شخصية خطيرة؛ فقد أبدى البعض قلقهم من أنها تبدو ميالة إلى نظريات المؤامرة والتقرب من الدكتاتوريين. وذهب آخرون، بما في ذلك وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، إلى أبعد من ذلك، ووصفوها بأنها من أصل روسي.
وتابعت: “تزايدت هذه المخاوف بعد ترشيح جابارد في عهد دونالد ترامب لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، وهو منصب رفيع المستوى على مستوى مجلس الوزراء يتيح لها الوصول إلى المواد السرية من مختلف وكالات الاستخبارات الأميركية الثماني عشرة، وصياغة هذه المعلومات للإحاطة اليومية للرئيس. ومن شأن هذا الدور أن يسمح لها بالوصول إلى المعلومات ورفع السرية عنها حسب تقديرها، فضلاً عن توجيه بعض تبادل المعلومات الاستخباراتية مع حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم.
وقال شخص مطلع على المناقشات بين كبار مسؤولي الاستخبارات: “هناك قلق حقيقي بشأن اتصالاتها [في سوريا] وأنها لا تشارك نفس التعاطف والقيم التي يتقاسمها مجتمع الاستخبارات. إنها غير مؤهلة تاريخياً”.