كشفت صحيفة بريطانية، عن استعداد القوات الروسية والرعايا الروس لمغادرة سوريا، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في ظل اقتراب فصائل غرفة العمليات العسكرية من دمشق.
وقالت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها، إن السفارة الروسية في دمشق حذّرت رعاياها من أنهم قد يضطرون إلى مغادرة سوريا مع اقتراب قوات الفصائل من مدينة حمص الاستراتيجية، وسط انهيارات ميليشيات النظام وفشلها في امتصاص الهجوم”.
وقالت روسيا التي تدعم حكومة الأسد من خلال استهداف قوات المتمردين بضربات جوية، إن مواطنيها يمكنهم مغادرة البلاد على متن رحلات جوية تجارية عبر مطارات متاحة وعاملة. وأضافت أن السفارة والقنصلية استمرتا في العمل بشكل طبيعي (وفقاً للصحيفة).
وقالت السفارة في بيان لها: “نظراً للوضع العسكري والسياسي الصعب في سوريا، تذكر السفارة الروسية في دمشق المواطنين الروس المقيمين في سوريا بإمكانية مغادرة البلاد على متن رحلات تجارية عبر المطارات العاملة”.
ووبحسب الصحيفة، فإن “التحذير الصادر عن أحد أهم داعمي الحكومة السورية، يؤكد على خطورة التهديد الذي تشكله الفصائل بقيادة جماعة تحرير الشام الإسلامية المسلحة على الأسد . وقد أدى هجومهم الخاطف إلى أكبر خسائر إقليمية للنظام منذ سنوات، حيث يأتي التقدم نحو حمص بعد يوم من سيطرتهم على مدينة حماة الرئيسية”.
وتأتي هذه الأخبار، بعد أيام قليلة فقط من تقارير غربية تؤكد مغادرة السفن الروسية لميناء طرطوس، خوفاً من تعرضها للإصابة بفعل الهجمات التي تشنها فصائل غرفة العمليات العسكرية.
حيث قال تقرير لموقع نافال نيوز الفرنسي، إن أولى علامات إخلاء روسيا لسفنها من سوريا باتت جلية، مشيراً إلى أن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس في سوريا تشكل أهمية بالغة لدعمها لنظام الأسد، وطموحاتها على الساحة العالمية، والآن أصبح التحول الدرامي في الخطوط الأمامية في سوريا يعرض القاعدة للخطر. وهناك مؤشرات على أن روسيا ربما تقوم بإجلاء سفنها البحرية.
وأضاف: “يبدو أن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس في سوريا مهددة بشكل وشيك مع تحول الحرب الأهلية ضد نظام الأسد. ومع اقتراب خطوط المواجهة ، تتخذ روسيا بالفعل الاحتياطات اللازمة. تمتلك روسيا حاليًا خمس سفن بحرية وغواصة متمركزة في طرطوس . تتكون هذه من فرقاطتين من فئة جورخوف وفرقاطة واحدة من فئة جريجوروفيتش وسفينتين إبطيتين وغواصة من فئة كيلو المحسنة “.
وذكر: “لوحظت إحدى هذه السفن، وهي السفينة المساعدة “يلنيا” ، وهي تغادر طرطوس في صباح يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتشير المعلومات إلى أن بعض السفن الأخرى أو كلها غادرت أيضًا. وتأتي هذه الخطوة غير المتوقعة بعد أيام قليلة من التغيير المفاجئ في الوضع في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا. فقد أصبح نظام الأسد، الذي تعد روسيا حليفًا رئيسيًا له، الآن في موقف دفاعي. وتتقدم قوات المعارضة بسرعة نحو العاصمة.
وتابع: “ورغم عدم تأكيد ذلك، فمن المرجح أن تكون حركة السفن هذه مرتبطة بشكل مباشر بالوضع على الأرض. وإذا كان الأمر كذلك، فهي أول علامة مرئية على أن روسيا تنقل أصولاً قيمة إلى خارج البلاد. وأشار محلل بحري محترم في دروكسفورد ماريتيم على موقعي إكس وبلو سكاي إلى أن “هناك احتمالاً واقعياً بأن يكون المغادرة مرتبطة بالوضع المتدهور في سوريا، وللعلم فإن ويلنيا هي سفينة نفط من فئة ألتاي من مشروع 160 ، وهي أصل قيم وهام للحفاظ على قوة روسيا في البحر الأبيض المتوسط. وتشير المعلومات إلى أن الغواصة والفرقاطات وقوة مساعدة أخرى أبحرت أيضًا من طرطوس”.