أصدرت منظمة آفاد التركية تقريرها النهائي بخصوص سجن صيدنايا (المسلخ البشري سيء الصيت)، وذلك بعد دخول بعثة من المنظمة التركية تضم 80 خبيراً أمس إلى السجن، للمساعدة في العثور على أقبية سرية أو معتقلين تحت الأرض.
وقالت المنظمة في بيان نقلته وسائل إعلامية عربية وتركية: “تم فحص بناء سجن صيدنايا بالكامل ولا وجود لأي أحياء فيه، فرقنا أكدت عدم وجود أي سجون أو أقبية سرية داخل المبنى، والآن نبحث احتمال وجود مقابر جماعية في محيط سجن صيدنايا”.
ويوم أمس، كشف أحد المعتقلين الذين تم تحريرهم من مسلخ صيدنايا البشري، عن مصير رفاقه وأين اختفى نزلاء السجن الأحمر (الذي يعتبر أكثر أقسام صيدنايا رعباً)، إضافة لكشفه معلومات تتعلق بمصير عناصر السجن وضباطه والمشرفين عليه.
وقال “أحمد محمد رمضان ” أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثاً من سجن صيدنايا سيء الصيت في حديث خاص لـ أورنت نيوز: “البحث المستمر عن المعتقلين بلا فائدة، لأنه لا يوجد معتقلين أصلاً، أنا أحد الذين كانوا في السجن الأحمر، ورغم ورود معلومات عن وجود أقبية تحتنا، إلا أنني قط لم أراها رغم إمضائي 4 أعوام في المسلخ البشري”، مشيراً إلى أن زملاء زنزانته تحدثوا أحياناً عن وجود أقبية تحت زنازينهم، إلا أن أحداً لم يرها يوماً”.
وأضاف: “على مدار يومي الخميس والجمعة قبل التحرير أي 5 و 6 كانون الأول الجاري، كان هناك عمليات إخلاء كبيرة لسجناء بعينهم، لقد أخلوا نحو 14 شخصاً من زنزانتنا تم عدهم بالاسم لأول مرة، رغم انه من الممنوع التعامل بالأسماء، فالسجناء في الداخل مجرد أرقام، في الغالب تم نقلهم إلى مكان ما أو قتلهم، كما أن السجن كان في حالة فوضى وتوقفت فيه كل جلسات التحقيق، إلا أن التعذيب كان مستمراً لحين فرار عناصره، الذين تركونا لمصيرنا وتركوا المكان”.
إعدامات ميدانية
وذكر: “في يوم 7 ديسمبر/كانون الأول وعند الساعة العاشرة مساءً، سمعنا أحد السجّانين يصرخ على زملائه وبقول لهم (ضب ضب لازم نطلع) أي بمعنى اجتمع أمتعتك سنخرج، وبعدها اختفت جميع الأصوات في الممرات التي في العادة تعج بالسجانين وعناصر النظام المجرمين، لم يبقى سوى صوتنا، لقد جرّب أحدنا خرق المحظورات وتحدث عبر القضبان الحديدية في باب الزنزانة، وعندما اكتشفنا أن أحداً لم يعترضه، وبدأنا بالتساءل ماذا يخدث في الخارج، سيما أن أصوات إطلاق النار لم تهدأ تلك الليلة”، مشيراً إلى أنه وبعد ساعات بدأت أصوات الأقدام تعود للمرات، فالتزم الجميع الصمت ظناً ان السجّانون عادوا مرة أخرى، ليتبين أنهم عناصر الفصائل.
وتابع: “لا أدرى إلى أين تم نقل المعتقلين ولا عددهم الكلي، ولكن من خلال حديثي أنا وزملائي في السجن عن عدد الذين أخذوهم من كل زنزانة، تبين أنه تم إخراج 200 شخصاً من الجناح الذي كنت فيه أنا فقط، لافتاً لإمكانية تصفيتهم وقتلهم من قبل ميليشيات أسد، سيما وأن الـ 14 شخصاً الذين خرجوا من زنزانته كانت تهمهم تتراوح بين تشكيل تنظيم إرهابي والتعامل مع الخارج والعمل على ضرب كيان الدولة السورية.
أين ذهب عناصر صيدنايا
وحول مضير عناصر السجن وضباطه، يعتقد الـ “رمضان” أن السجن خلال من جميع الضباط قبل نصف يوم على الأقل من وصول الفصائل إليه، كما أن العناصر والسجّانين الذين كانوا في السجن فرّوا بواسطة سيارات كانت متواجدة في السجن، مؤكداً أن أحد العناصر كان يصرخ (السيارات رح تمشي ستعجلو) دون التأكد من وجهتهم.
وتتقاطع رواية “رمضان” مع رواية أخرى وثقتها وسائل الإعلام التي كانت متواجدة في محيط صيدنايا إبان سيطرة الفصائل عليه، حيث ذكر أحد المعتقلين المحررين أيضاً والذي كان يعمل “سخرة” في فرن ومطبخ السجن، أنه تم نقل مئات السجناء بواسطة سيارات (برّاد) يومي الجمعة والسبت 6 – 7 ديسمبر، أي في الليلة التي سبقت سقوط دمشق بيد الثوار إلى وجهة مجهولة.